***************************
كنا وشهرزاد وقد جمعتنا ليلة ” نتبارى فيها ” لم تكن ليلة إستماع ..
لم يكن على شهرزاد ان تحكى ” تلبية لـ نداء سيدها ، ومليكها “
بل كنت انا من ينتظرها ، وينتظر حكيها .. وعندما حلت شهرزاد ” خلعت عن شهريار ” رداء القسوة ” والبسته ثوب العاشقين “
كنا قد إنتهينا من قصص ” الف ليلة وليلة ” ، وتعلمت على يدي ” شهرزاد ” بعض اساليبها فى القص والحكى ” الحق يقال ” ان احدهم كان ” يوسوس فى أذنى “دوماً ان اتخلص من هذه الـ شهرزاد ” كان ” مسروراً ” زراعى الباطشة .. وسيفي ” الآدمى تكوينا ” الذى ابطش ، واقتلع به آعناقاً ، وافطر به قلوباً ..
وسئمت من وسوساة هذا الرجل ” وقررت ان اعفيه عن منصبه ” ولكن من هو مثل ” مسرور ” لا يعفى ولا يقال ” فـ للرجل مكانة اثـيرة عندى “
فـ قررت تخليده ” ربما إكراما لـ الايام الخوالي “
فكان مصيره ” انى بترت عنقه ” وخلدته ” بـ تعليقها فى اطار ازين به ديوانى “
وحتى لا اجلس هكذا بدون سيفا او عصي ..
قررت تعيين ” ابنه ” البعرور ” لـ يخلف آباه فى مهنته ..
وانتظرت ” شهرزاد “
كانت قد اغتبطت من رحيل ” سيافى ” ولكنها امتعضت عندما علمت بـ حلول ” ولده ” مكانه .
هى إيضا .. وسوسة لى فى شان ” مسرور ” استغربت ” ميولها العدوانية التى ظهرت عليها “
وتشاورت مع احد اصدقائى فيما تقوله ” وعن رغبتها فى التخلص من حارسي “
فحذرنى صديقى من فتنة النساء ، ولكن تمرد على تحذيره ” واطلق لـ ذكوريته المجال ” فخرج عن وقاره ، وقال مقولة صادقة
” صحبة الرجل بـ مئة إمرأة ، ولكن إذا حضرت المراة فـ ليسقط الف رجل ..
واردف لي متسائلاً ” وقد كان قبلى ملكا وشهرياراً سابق متقاعد ” فـ سألنى ماذا سـ افعل بـ شهرزاد
فقلت له :
“سيدى الاميـر ، والملك السابق .. شرفت الديوان .. وآنرت المكان .. وآثريت وجودك الـ شهريارى عبـر الزمان ..
سيدى الامير :
” ها انا ذا فى موقف شهريارى … ربما احسد عليه .. وربما يرثي علي .. فـ أنا لست بــ شهريارا نفسه ..
بل آرانى اكثر من مجرد شهريار
ارانى هارونا الرشيد .. او رمسيس الفرعون …وآحيانا داود النبى
فـ انا رجل اعشق النساء ..
” وارهن كلهن ساعاتى زاد .. فليس فيهن ” شهرا ، ولا اسبوعا ، ولا حتى يوما
كلهن ساعات …
وساعة الحظ لاتعوض وانما تهدر، وتمر ومضة
” فـ خبرنى سيدى الامير
– بما انك شهدت هذا القرن ، وحضرت ذاك اليوم ، و كنت يوم شهريارا
هل اكون انا نفسه ؟
” هل اكتفى بـ كونى شهريارا
” او كأنى استحق ما هو اكثر من شهريار
فـ خبرنى بالله عليك :
” ماذا افعل قبل اخرج من دنيا “اليار” الى دار “البوار “
وسكت الاميـر ” صديقى ” وكأنه استغرب كلماتى ..
ولمس فى داخلى تغيرا ” لم يلحظه علي ” كل من جلس على العرش الـ شهرياري “
ثم عاد يحذرنى من الفتنة ، والنساء ” والجواري الحسان ” وملكات الليالى ” ونساء الحكي ” وقصص الساحرات “
فقلت له :
“صدقت يا صديقى إيها الاميـر الصديق ..
صدقت فيما قلت ، ولكنها الفتنة …
وما ادراك ما فتنة النساء
إنها فتنة لها عبق السنين
ونسيم هضاب الثلوج
ورائحة زهور الصحراء
وبريق النجوم فى السماء
فتنة لها اربع
ولا تسير على اربع
فتنة فى الصباح حنون رحيمة
وفتنة وقت الظهيرة صديقة ناصحة واثقة كريمة
وفتنة على العشي صافية هادئة تمازحك فى رقة
وفتنة اخرى يحتاجها كل رجل يهوى الفتن ويعشق الحياة
تناغشك فى دلال ممزوج بـ حياء ولا تسألك النوم مطلقا
انها الفتنة يا صديقى التى لا ابتعد عنها
وانما اسعي إليها .
…
وكاد ان يتحدث الاميـر ، ويحاول ان يتبع الـ نقاش بـ نقاش ..
،
ولكن
هلت شهرزاد ..
وسكت الامير ..
فقد جاءت الفتنة ..
واعلنت بـ ظهورها إنتهاء وقته ..
وتحققت بـ حضورها ” مقولته “
” صحبة الرجل بـ مئة إمرأة ، ولكن إذا حضرت المراة فـ ليسقط الف رجل ..